الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية طبيب تونسي يروى تفاصيل مؤثرة عن حالة الطفلة "أسماء" التي توفيت بسبب سرطان الغدد اللمفاوية

نشر في  25 ديسمبر 2018  (13:47)

تداول متصفحو موقع التواصل الاجتماعي بالفايسبوك تدوينة قيل أن طبيبا تونسيا قد نشرها على صفحته الخاصة ويروي فيها تفاصيل قصة مؤثرة عن علاقته بمريضته الصغيرة وهي طفلة اسمها أسماء توفيت قبل سنة بعد اكتشاف إصابتها بسرطان الغدد اللمفاوية في المرحلة الرابعة الأخيرة..

وجاء في التدوينة التي رفّقها الطبيب بالصورة المصاحبة المقال مايلي:

"في service pediatrie ، شفت cas أثرت على حياتي بصفة غريبة المرة هذي اخترت بش نكتب بالعربي، اي بالدارجة بش تتامل العبرة متاعها في اللخر ...

كانت اسماء طفلة عمرها 5 سنين ونص أما تبارك الله عليها تتكلم معاك كاينها عمرها 20 سنا وتحسها ناشطة وشهلولة ديما تضحك و تجري و تلعب منا و منا و الحقيقة أمها زادة كانت ناس طيبة ياسر الحق متاع ربي... لكن اسماء، كان عندها adénopathie يعني ولسيس، و وقتها شكينا في حاجة ما اخطر وقلنا نعملو des analyses appropriés et les examens nécessaires ...

والغريبة فاش انو أمها تسخايلها حاجة عادية عندهم في المنطقة اللي تسكن فيها و يطلقوا عليه إسم مش مستحضرو توا للأسف وكالعادة هزت تعدي عليها في المستوصف إلي les medecins الغادي اعطوها des ATB avec antipyretique و روحت فرحة مسرورة...

المفيد ، اتعلقت بها بصفة غريبة وهيا زادت تعلقت بيا ... كنت نقوللها "مازلنا ماناش بش نعرسو ؟" نفذلك عليها أما هي حشامة وخدها يحمار وطبس راسها وتخزر لميمتها وتضحك وتقلي "إي" ومالنهار هذاك و الناس لكل تعرفني بخطيب أسماء ... جاء خطيب أسماء .... مشا خطيب أسماء ...

كنت كل ما نعمل surveillance عل les malades تبدا متخبية تحت الفرش وتشدني مالسروال وانا شادد الضحكة بالسيف ... الحقيقة، كنا عاملين برشا جو وساعات تطلع بطلايع ما تخطر على حد...

طلعت resultat متاع العينة، وللأسف طلع عندها lymphome stade 4 بغض النظر عن التفاصيل الطبية ... حاولت نصبر عايلتها ونقوللهم فما امل اما كل مانخزر لاسماء انهار تماما بالبكاء بمعنى الكلمة ...

هزيتها كالعادة على اكتافي و دخلت بيها ل chef service hemato وقلي راو فما أمل بش تعيش اعوام اخرى، مانيش بش نذكر اسمو الشاف سرفيس اما بالرسمي يعجبني خاطروا un vrai medecin ... يخدم بكل ما عندو من جهد...

و تخيلو انتوما انو من أسماء نجمت نتعرف على باقي الاولاد لي كانوا الغادي ... وكنت كل يوم نمشي نص ساعة نلعب معاهم قبل ما نروح ... نرسم نصور نعمل أي حاجة بش نفرحهم ... وكان سؤال منها يوجعني ياسر قتلي مرة: "علاش شعري يطيح!"... تسمعو في السوال البريئ! قتلي: "شبيه شعري ديما طايح!" .. "لا عزيزتي ما فما حتى مشكل .. توا يرجع عادي و تولي عندك بااارشااا شعر" ... نجاوب فيها الحق و الغصة في قلبي نقول علاش الدنيا هاذي قسات عليها هكا ... وصدقوني مشيتلها عندي 8 أيام و آنا محجم قرعة، اي نعم قرعة! ومشيتلها وشريتلها perruche ولبستهولها ... "اش قولك يا مادام أهوكا انتي شعرك طلع قبلي أنا يا سومة و أنا طاح شعري هاكا تشوف" نقلها فيها ونتألم بالحق من داخل.. تي التوا كي نتذكرها نبكي... كي نشوفها تضحك عيني تبدا دمع ... وكنت نحس وقت لي نبوسها على جبينها، طرف شعر يبدا طايح وقتها بالرسمي نحس إلي أنا الطب فاشل وما أرتقاش للكمال كيما كنت نتصور ...

أعز حضن كان حضن أسماء خاصةٍ كي نبدا جاي وهيا تجري تجري وتعنقني ... ما نعرفشي شكون علمها في السن هذا كي نجي مروح تقلي: "ما تخلينيش وحدي أمانك" ونرجعلها و نضحك و نزيد نعنقها اكثر ...

ما نحبش نزيد نحكي des details توجع أكثر من هكا ... لكن، للاسف، أسماء توفات عندها اكثر من عام... نهارتها عالصباح، مشيت ما لقيتهاش في فرشها و أم الطفل لي بجنبها قتلي "أسماء توفات البارح!" "الله اكبر!" و وحدي في وحدي اجهشت بالبكاء بالمعنى الحقيقي للكلمة، عمري مابكيت بالغصة كيف هاكي، ونسمع في المرا تقلي: "وكانت معنقة الدبدوب متاعك وخلات التصويرة هاذي فوق الفرش ..."

شديت التصويرة اللي هيا اللوطة، و نلقاها، كيما تشوفو معايا، مصورة برشا بنات، و كل بنية رسمتلها شعر من عندها... اسماء كانت تحس بالمرض متاعها و كانت تعرف الفرق بين هيا و اصحابها، و ترجمتو في التصويرة هاذي... اي نعم، تصويرة أسماء هي أعز ما نملك في الدنيا هاذي ...

في اللخر، أسماء بش تبقا في القلب، والله لاني بش ننساك اسماء، و بنتي ما نسميها كان اسماء بقدرة ربي، و كان قدرت نعملك جمعية نسميها اسماء لمرض ال lymphome نهار أخر، و نخليها تتلها اكثر بالصغار الكل اللي كيفك...

اكثر من عام تعدى، اما تصويرتك لها اكثر من اسم في قلبي... يا اسماء